أعجبني هذا المقال فنقلته لكم لعل أحد ينتفع به
المصدر http://www.alriyadh.com/1035489
يتكون مفصل الركبة (Knee joint) من التقاء الجزء السفلي من عظمة الفخذ
والتقاء الجزء العلوي من عظمة الساق وأيضاً صابونة الركبة. وهناك الكثير من
الأربطة المهمة (Ligaments) التي تساعد على ثبات وسهولة حركة هذا المفصل.
فمن المعروف أن هناك الأربطة الصليبية (Cruciate ligaments). ولكن هناك
أيضا أربطة جانبية (Collateral ligaments) لا يتم التطرق إليها دائماً وفي
بعض الأحيان لا يتم تشخيص إصاباتها بطريقة صحيحة وهي أربطة جانبية مهمة
جداً لا تقل في أهميتها عن الرباط الصليبي الأمامي (ACL) والرباط الصليبي
الخلفي (PCL). هذه الأربطة الجانبية التي هي الرباط الجانبي الداخلي (MCL)
والرباط الجانبي الخارجي (LCL) للركبة تكون إصابتها كثيرة وشائعة خصوصاً
عند التعرض لإصابة شديدة مثل التي تحدث أثناء السقوط خلال ممارسة الرياضة
أو نتيجة الإصابات المباشرة لجانبي الركبة.
من الناحية التشريحية
الأربطة بصفة عامة هي عبارة عن أنسجة قوية تكون موجودة بشكل طولي وتربط
نهايات العظم ببعضها البعض. وهناك رباطان جانبيان على كل ناحية من نواحي
الركبة. واحد من الناحية الجانبية الداخلية من الركبة (MCL) والآخر من
الناحية الخارجية (LCL). وظيفة هذه الأربطة الجانبية هي تنظيم وتحديد
الحركة الجانبية للركبة. وبدون وجود هذه الأربطة الجانبية فإن الركبة تكون
غير ثابتة وتتحرك عظمة الساق بشكل غير طبيعي إلى الداخل وإلى الخارج. وفي
بعض الإصابات الشديدة قد يحدث أن هذه الأربطة الجانبية تتمدد بشكل كبير إلى
درجة أنها قد تنقطع. والانقطاع قد يحدث في وسط الرباط أو في المنطقة التي
يرتبط فيها الرباط الجانبي بالعظم سواءً كانت نهاية عظمة الفخذ أو بداية
عظمة الساق. وفي بعض الأحيان قد تكون الإصابة شديدة جداً إلى درجة أنها
تؤدي إلى إصابات مضاعفة وذلك عن طريق تمزق في أربطة أخرى بالإضافة إلى
الأربطة الجانبية مثل الرباط الصليبي الأمامي أو الرباط الصليبي الخلفي.
وعادة ما تكون إصابات الرباط الجانبي الداخلي للركبة (MCL) أكثر شيوعاً من
إصابات الرباط الجانبي الخارجي (LCL) ولكن إصابات الرباط الجانبي الخارجي
على الرغم من أنها أقل حدوثاً من إصابات الرباط الجانبي الداخلي إلا أنها
تؤدي إلى خلخلة وعدم ثبات (Instability) أكثر في الركبة وصعوبة أكبر في
العلاج.
|
أصابات الاربطه الخارجيه للركبه ( ملف شامل تشريح الركبه - الاسباب - التشخيص - العلاج ) |
أسباب إصابات الرباط الجانبي في الركبة
من المهم جداً معرفة كيفية حدوث هذه الإصابات. وهناك الكثير من الأنشطة
التي تؤدي إلى إصابات الأربطة الجانبية أثناء ممارسة الرياضة سواء كرة
القدم أو أي نوع من الرياضة. وتحدث الإصابة عادة عندما تتحرك الساق بقوة
يميناً أو يساراً إلى الجانب حول مفصل الركبة. فمثلا أي إصابة قوية ومباشرة
إلى الناحية الخارجية من الركبة تؤدي إلى التواء الساق إلى الخارج وقطع في
الرباط الجانبي الداخلي وبنفس الطريقة فإن إصابة مباشرة أو إلتواء غير
مباشر في الناحية الداخلية من الركبة تؤدي إلى أن تذهب الساق والقدم إلى
الداخل وإلى قطع في الرباط الجانبي الخارجي. وفي ما عدا الرياضات فإن
الإنزلاق سواء على الثلج أو على طريق مبلل يؤدي إلى حدوث مثل هذه الإصابات
نتيجة سقوط ووقوع جسم الشخص على الساق وتمزق هذه الأربطة. أيضاً قد تحدث
هذه الإصابات نتيجة الحوادث المرورية كفانا الله وإياكم شرها.
الأعراض
عندما تكون الإصابة شديدة بحيث أنها تؤدي إلى قطع هذه الأربطة القوية
فإن أجزاء أخرى من الركبة يمكن أن تتأثر. فعادة ما يكون هناك نزيف موضعي
وانتفاخ وتورم في المنطقة المحيطة بالركبة. أيضاً تصبح منطقة الركبة مؤلمة
جداً وتصبح أكثر ألما عندما يحاول المريض تحريكها. وإذا كانت الآلام أقل
فإن المريض قد يشتكي من وجود خلخلة وعدم ثبات في الركبة عندما يحاول المشي
عليها ويشعر بأنها تخونه. وأيضاً قد يشعر بأنها لا تستطيع تحمل الوزن وأنه
سوف يسقط إذا مشى على الساق المصابة. أما الحالات المزمنة أو التي حدثت قبل
فترة فهي شائعة نتيجة عدم التشخيص المبكر أو نتيجة أن الإصابة لم تكن
شديدة للغاية لدرجة تجعل المصاب يذهب إلى الطبيب لطلب العلاج. وفي هذه
الحالات التي تكون فيها الإصابة ليست كاملة يشعر المريض بخلخلة وعدم ثبات
في الركبة وعدم القدرة على العودة لممارسة المشي أو الرياضة بشكل طبيعي وقد
يسقط ويقع أثناء المشي أو أثناء صعود الدرج في بعض الأحيان.
التشخيص
عادة ما يبدأ التشخيص بالفحص السريري المبدأي الذي يبين حدوث إصابة حول
منطقة الركبة. أما في بعض الحالات التي تكون الإصابة فيها شديدة فيصعب فحص
الركبة نتيجة الألم. وفي هذه الحالات قد يتم وضع جبيرة مؤقتة ويأتي المريض
إلى العيادة بعد خمسة إلى سبعة أيام حينما يقل مستوى الألم والتورم وبعدها
يتم فحصه بتحريك مفصل الركبة. بالإضافة إلى ذلك فإن الأشعة السينية العادية
(X-Rays) مهمة جداً لمعرفة إذا ما كانت هناك كسور أو إصابات في العظام
المحيطة بمنطقة الركبة. وفي بعض الأحيان يتم عمل أشعة إجهاد (stress
x-rays). هذه الأشعة يتم فيها تحريك عظام مفصل الركبة جانبياً وإذا ما
تباعدت العظام التي يتكون المفصل منها عن بعضها البعض فإن هذا دليل على
حدوث إصابة في الأربطة الجانبية. أما التشخيص النهائي والأفضل والأدق فإنه
يكون عن طريق استخدام أشعة الرنين المغناطيسي (mri). هذه الأشعة تبين بوضوح
مكان وشدة الإصابة في الرباط الجانبي وأيضاً إذا ما كنت هناك أية إصابات
في الأربطة الأخرى مثل الرباط الصليبي الأمامي أو الرباط الصليبي الخلفي أو
الغضروف الهلالي.
الخطة العلاجية
عادةً ما تبدأ الخطة العلاجية بالعلاج التحفظي غير الجراحي. فالإصابات
الوحيدة في الرباط الجانبي الداخلي أو الخارجي والتي لا يصاحبها تمزق في
الأربطة الأخرى ولا يصاحبها كسر وتكون فيها الأربطة متمزقة ولكن قريبة من
بعضها البعض فيمكن علاجها من دون التدخل الجراحي. هذا العلاج يكون عن طريق
وضع جبيرة طبية أو جبيرة صناعية طبية على الركبة وعدم وضع وزن على الركبة
أثناء المشي واستخدام العكاكيز الطبية أثناء المشي لمدة تتفاوت بين ثلاثة
إلى ستة أسابيع حسب شدة التمزق. بالإضافة إلى ذلك فإن الآلام يتم التحكم
بها عن طريق الأدوية المسكنة والأدوية المضادة لإلتهابات المفاصل. أيضاً
الأدوية المرخية للعضلات تساعد كثيراً في تخفيف شدة الألم. كما أنه ينصح في
الأيام القليلة التي تلي الإصابة باستخدام كمادات باردة للتقليل من حدة
التورم. بعد هذه الفترة تتم إزالة الجبيرة وتأتي مرحلة العلاج الطبيعي التي
مهمتها التأكد من التئام الأربطة وعمل تقوية للعضلات المحيطة حول منطقة
الركبة ومساعدة المريض على العودة إلى التمارين المتدرجة والعودة إلى
النشاط الرياضي بشكل متدرج وتحت رعاية الطبيب وأخصائي العلاج الطبيعي.
والهدف هو عدم التسرع في العودة لممارسة الرياضة بشكل عنيف قبل أن يتم
التأكد من التئام الأربطة حتى لا يعود التمزق في الأربطة. وفي بعض الأحيان
يتم استبدال الجبيرة المستخدمة في الأسابيع الأولية برباط ضاغط صغير يتم
استخدامه من قبل المريض لبضعة أشهر وخصوصاً عند ممارسة الرياضة.
التدخل الجراحي
في بعض الحالات التي لا تستجيب للخطة العلاجية التي ذكرناها سابقاً
ويشعر المريض باستمرار الخلخلة وعدم الثبات في منطقة الركبة فإن التدخل
الجراحي يصبح ضرورياً. أيضاً في بعض الحالات التي تكون فيها الإصابة
الأولية شديدة ويصاحبها تمزق في الأربطة الأخرى مثل الرباط الصليبي الأمامي
والرباط الصليبي الخلفي فإن التدخل الجراحي يكون ضرورياً منذ البداية.
بالإضافة إلى ذلك فإنه في بعض الأشخاص الرياضيين الذين يرغبون في العودة
إلى الرياضة بشكل سريع وعدم أخذ مخاطرة في حدوث عدم إلتئام في الأربطة إذا
ما تم علاجها بالجبيرة فإن التدخل الجراحي قد يكون أفضل لضمان إعادة نهاية
الأربطة لوضعها الطبيعي وضمان التئامها في أقصر وقت بإذن الله. وهناك أكثر
من عملية يتم استخدامها في علاج هذه الأربطة وهي تتلخص فيما يلي:
عملية إصلاح الرباط الجانبي
هذه العملية ممتازة في الحالات الحادة والتي يتم علاجها مبكراً. ويتم
إجراء العملية عن طريق فتحة صغيرة في الناحية الجانبية الداخلية أو
الخارجية من الركبة فوق منطقة الرباط الجانبي المصاب وبعد ذلك تتم معرفة
نهايات الرباط المقطوع وتتم عملية خياطة لهذا الرباط في منطقة القطع
باستخدام خيوط طبية قوية. وإذا ما كان القطع من نهاية العظم فإنه تتم إعادة
الرباط وإلصاقها بنهاية العظم في مكانها الطبيعي عن طريق استخدام بعض
الأجهزة المتخصصة مثل الدبابيس الطبية. وفي هذه العمليات لا يتم استخدام
أجزاء خارجية من أجل القيام بعمل الرباط وإنما يتم إصلاح وترميم الرباط
نفسه.
إعادة بناء الرباط
وهذا يكون لازماً في الحالات المزمنة التي تكون فيها أطراف الرباط قد
انكمشت وغير صالحة للترميم أو الإصلاح بالخياطة. وفي هذه الحالة يتم
استخدام أجزاء من أربطة أخرى في الجسم أو أجزاء صناعية وزرعها في الجسم
لتقوم مقام الرباط المصاب.
عملية شد الرباط
وفي هذه العملية يقوم الطبيب بخياطة الإنسجة المحيطة بالرباط عندما لا
يتمكن من خياطة نهايات الرباط المقطوع. وهذه الأنسجة مع مرور الوقت ومع
شدها تقوم مقام الرباط.
في ما بعد العملية الجراحية
بغض النظر عن نوع التدخل الجراحي الذي يتم إجراؤه فإن المريض سوف يضطر
إلى استخدام جبيرة طبية بعد الجراحة للتأكد من بقاء الأربطة في وضعية غير
متحركة ريثما تلتئم. هذه الجبيرة يتم استخدامها لمدة أربع إلى ستة أسابيع
وبعد ذلك تتم إزالتها والبدء مع جلسات العلاج الطبيعي. وبالإضافة إلى ذلك
فإنه يتم استخدام العكاكيز الطبية لفترة تمتد من ستة إلى اثني عشرة إسبوعا
بعد العملية. وكما هو الحال في العلاج التحفظي غير الجراحي فإن العلاج
الطبيعي (Physiotherapy) يكون جزءا مهما في مرحلة ما بعد العملية الجراحية
وخصوصاً بعد أن تتم إزالة الجبيرة وذلك بهدف تقوية العضلات المحيطة بالركبة
وإعادة الحركة إليها. أما بالنسبة للعودة لممارسة الرياضات العنيفة بشكل
طبيعي فهي لن تكون قبل مرور إثنا عشر إسبوعا على الأقل لكي يلتئم الرباط
الذي تم إجراء الجراحة له ولكي يتم إعطاء فرصة كافية لتقوية العضلات
المحيطة بالركبة بحيث لا يتعرض المريض للإصابة مرة أخرى.
النصائح والتوصيات
هذه الإصابات شائعة نتيجة الأنشطة الرياضية بشكل عام ويجب تشخيصها
مبكراً وعلاجها مبكراً لكي يتم تفادي المضاعفات المحتملة نتيجة إهمالها مثل
حدوث الخشونة المبكرة أو الكسور حول منطقة الركبة أو عدم الثبات والخلخلة
في منطقة الركبة أو إصابات الأربطة والغضاريف الأخرى في الركبة. وفي حال تم
علاجها وإكتشافها مبكراً فإن نتيجة علاجها سواء تحفظياً أو جراحياً عادةً
ما تكون ممتازة وتبلغ نسبة نجاحها فوق التسعين في المئة وتتمكن الغالبية
العظمى من المرضى من العودة لممارسة الأنشطة الطبيعية والرياضة بإذن الله.